لماذا تخفي النعامة رأسها في الرمال؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لقد قرأت في الملحق العلمي للعدد 613 الصادر في ديسمبر 2009 صفحة 30 سؤالا طريفا عن طيور النعام، هل تخفي النعامة رأسها حقا في الرمال؟

نعم، ولكن لسبب مختلف تماما عما ورد في نشرتكم العلمية بصدد الرد على هذا السؤال، فقد قرأت منذ سنوات بعيدة، أن طيور النعام على الرغم من طول رقابها، وارتفاع قامتها عن غيرها من الطيور، فإنها قصيرة النظر، لأنها تعيش في مراعيها باحثة عن ثمار نبات الحنظل، وهو من النباتات التي تفترش الأرض افتراشا مثل الشمام والقرع العسلي والبطيخ، فتقترب برأسها من الأرض لدرجة تعجز معها عن رؤية ما يحيط بها من أخطار.

وقد حباها الله بالفطرة، فتعلمت أن ترهف سمعها للتصنت على وقع خطوات الحيوانات المفترسة، وتعلمت بفطرتها أن انتقال الصوت في المواد الصلبة، أسرع كثيرا من انتقاله في الهواء، لذلك فهي تدس رأسها في الرمال بين الحين والآخر، من أجل التصنت على الذبذبات التي ينتشر صداها في الأرض من مسافات بعيدة، لوقع خطوات الحيوانات الخطرة، وتميز أيضا الاتجاه الذي تأتي من ناحيته تلك الأصوات، فتكون حافزا لها على الهرب في الاتجاه الذي يضمن سلامتها من الوقوع بين براثن الوحوش.

وقد تعلم الإنسان من طيور النعام هذه الخبرة النادرة، فكان القرويون في مصر يضعون آذانهم على قضبان السكك الحديدية، لينصتوا لصدى دمدمة عجلات القطار القادم من بعيد، ويتوقعوا اقترابه بعد فترة من الزمن يختلف مداها على حسب قوة انتشار صدى صوت دمدمة العجلات أو ضعفها، وفي الجيوش المتخندقة في الصحارى والغابات، تعلم الجنود أن يدفنوا قنينة أو زمزمية ماء فارغة تحت سطح الأرض، ويوصلوا منها خرطوما أحكم تثبيت أحد طرفيه على فوهتها، ويجعلوا طرفه الآخر قرب أذن أي جندي، ليتنصت أيضا على صدى أي حركة تدب فوق سطح الأرض، لإنسان، أو حيوان، أو مركبة، أو دبابة، إنها نفس الطريقة التي يقوم بها الطبيب بالكشف على قلوب مرضاه، مع اختلاف الوسيلة، فالطبيب يستخدم سماعته الطبية.

فسبحان من أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.