كان هناك خمسة من العاملين الكادحين الذين ضاق بهم الرزق في قريتهم الصغيرة
فتوجهوا الى بلدة مجاورة يعملون يكدحون وكانوا يأتون الى اهلهم في عطلة نهاية
الأسبوع إلا واحد منهم .
فإن ما تبدأ الشمس بالمغيب ويحل المساء ويصلي المغرب حتى ينطلق مسرعا الى
قريته
ويبيت هناك مع اهله ثم يعود بصباح اليوم التالي الى القرية التي يعمل
بهافسخر منه اصحابه وقالو له:- ما بالك تحمل نفسك ما لا تطيق وتقطع هذا
الطريق
الطويل لتنام عند اهلك وليس لك زوجة ولا اولاد.
فقال لهم:- انني اذهب كل ليلة لأبيت في الجنة، فضحكوا منه وقالوا له اننا نراك رجلا
عاقلا قبل اليوم فيبدو ان غربتك قد اثرت عليك فاذهب الى طبيب حتى يراك لعلك تشفى بإذن الله .
فرد عليهم: لماذا لا تجعلون بيني وبينكم حكما يصدقني ولا يكذبني.
فذهب الجميع الى امام مسجد وحكوا له قصتهم مع الرجل الخامس فقال الإمام: ما
حكايتك يا رجل؟
فقال الرجل:- انا شاب وحيد لوالدي والعائل لهما لذلك فإنني اذا انتهيت من العمل
وغابت الشمس وصليت المكتوبة انطلقت متوكلا على الله الى قريتي فإذا وصلت
وجدت والديّ قد تعشيا وناما، والليل قد انتصف فآخذ عباءتي وانام تحت اقدامهما فإذا
اصبحت ايقظتهما للصلاة وجهزت فطورهما ووضوؤهما وقضيت حاجتهما ، ثم رجعت
شاكرا الله الى القرية المجاورة للعمل حيث استشعر نفسيا وروحيا انني قد بت ليلي في الجنة.
فقال الإمام لقد صدق والله صاحبكم فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:- الجنة
تحت اقدام الأمهات.
فهنيئا لهذا الرجل بره بوالديه.
اللهم اجعلنا من البارين لوالدينا ..... آمين