ملخص عندما
يقع خطأ أقل ما يقال عنه أنه "سخيف" ، يتحدث الجميع عنه وتناولونه بالنقد والتحليل
حتي لا يتكرر مرة أخرى، ولكن لسبب أو لآخر تمر السنوات ويتكرر الخطأ نفسه بالطريقة
ذاتها و بالأسلوب نفسه، فلا تستعجب عندما أقول لك ... أهلاً بك في نادي الزمالك
]
عندما يقع خطأ أقل ما يقال عنه أنه "سخيف" ، يتحدث الجميع عنه وتناولونه بالنقد
والتحليل حتي لا يتكرر مرة أخرى، ولكن لسبب أو لآخر تمر السنوات ويتكرر الخطأ نفسه
بالطريقة ذاتها و بالأسلوب نفسه، فلا تستعجب عندما أقول لك ... أهلاً بك في نادي
الزمالك.
ففي يوم الاربعاء الموافق 26 من شهر سبتمبر لعام 2007، أقيمت
مباراة بين فريقي طلائع الجيش وضيفه نادي الزمالك على استاد الكلية الحربية في إطار
منافسات الأسبوع السادس للدوري المصري لكرة القدم لموسم 2007 –2008.
وانتهي
الشوط الأول بتقدم الزمالك بهدف نظيف أحرزه عمرو زكي، وفي الشوط الثاني قلب طلائع
الجيش المباراة لصالحه بعدما تمكن من إحراز هدفين متتاليين جعلا النتيجة 2-1 حتي
الدقيقة 66.
قبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بدقيقتين، حصل نادي الزمالك
علي ركلة جزاء، وإلى هنا كانت الأمور تسير بشكل طبيعي قبل أن ينقلب حال كل
المتابعين للمباراة سواء داخل الاستاد أو أمام شاشة التلفزيون مما حدث بين لاعبي
الزمالك حينها.
واليكم ما حدث حينها: جمال حمزة لاعب الزمالك السابق وماينز
الألماني حالياً، يحمل الكرة متجهاً لتنفيذ الركلة بينما يسرع عمرو زكي مهاجم
الفريق الحالي تجاهه محاولاً أخذ الكرة لكي يقوم هو بتسديدها ويشتعل الموقف وينتظر
الجميع لمعرفة من سينفذ الضربة.
وفي النهاية تظهر كاميرات التلفزيون نجاح
زكي في أخذ الكرة ليتجه بها إلى نقطة الجزاء ويقوم بتنفيذ الركلة ليضيعها بعدما
تمكن حارس الجيش وائل خليفة من التصدي لها.
بعد المباراة صبت جميع وسائل
الإعلام الزملكاوية - وأخص هنا بالذكر الزملكاوية فقط - غضبها على اللاعبين متهمة
إياهما بعدم المسؤولية في الظهور بهذا الشكل كما تم انتقاد الجهاز الفني حينها لعدم
قيامه بوضع ترتيب لمسددي ركلات الجزاء.
خناقة (حمزة-زكي) حينها لخصت بكل ما
تعنيه الكلمة المشاكل التي كان يعاني منها نادي الزمالك والتي كانت إدارية في
المقاوم الأول قبل أن تكون فنية، فلا خلاف على مهارة كل من حمزة وزكي الفردية ولكن
هذه المهارة لم تكن لتقف أمام الفشل الإداري الذي كان يعاني منه الاثنين في هذه
اللقطة بالتحديد.
مرت السنوات وجاء موسم 2009-2010، ففي مساء الخميس
الموافق 20 أغسطس من عام 2009 أقيمت مباراة الزمالك وبتروجيت في الأسبوع الثاني
للدوري على ملعب المقاولون العرب.
وكالعادة تقدم الزمالك أولاً بهدف في
الشوط الأول قبل أن يعادل بتروجيت النتيجة بهدف في الشوط الثاني ولكن الاختلاف هنا
أن الزمالك تحصل على ضربة الجزاء قبل هدف منافسه الثاني وليس بعده.
في
الدقيقة 76 تحتسب ضربة جزاء للزمالك، وبصورة طبق الأصل يتكرر موقف مباراة طلائع
الجيش الذي مر عليه عامين بالتمام والكمال.
الكاميرا تظهر أحمد حسام "ميدو"
مهاجم الزمالك الجديد يمسك بالكرة فور احتساب حكم اللقاء الركلة ويبعد بيده عمرو
زكي مطالباً إياه بترك تنفيذ الركلة له.
و بعد ثواني قليلة يظهر "كادر"
الكاميرا مناقشة ثلاثية بين شيكابالا وميدو ومحمود فتح الله، والأمر لا يحتاج لذكاء
بالغ لكي نستشف أن ميدو يطلب من فتح الله "المختص بضربات الجزاء منذ الموسم الماضي"
أن يترك له مهمة تنفيذ الركلة.
بعد كل هذا الشد والجذب نجح ميدو في الوصول
إلى غايته وتمكن من تولي مسؤولية تنفيذ الركلة، وكالمعتاد .. ضاعت الضربة!
فور مشاهدتي للركلة الضائعة أمام بتروجيت، قفز عنوان المقال إلى رأسي " ألا
تتعلمون أبدا!" ... ألا يوجد جهاز فني يستطيع أن يضع ترتيباً لمنفذي ضربات الجزاء
بعيداً عن شجار كل عام؟! ... ألا يستطيع لاعبو الزمالك أنفسهم أن يمنعوا مثل هذه
المواقف غير اللائقة بناديهم من أن تظهر على مرأى ومسمع من كل جماهير الكرة في مصر!
المشكلة أن خبرة هذه المواقف قالت لنا إن ركلة الجزاء تهدر في النهاية !!..
فلماذا لا يستغني الزمالك عن مثل هذه العادات من باب التغيير حتى، لأن الامر بالفعل
أصبح مملاً.
مخطئ من يظن أن تكوين فريق قوي يعتمد فقط علي شراء وجلب أسماء
رنانة، فالفريق القوي المتماسك هو الفريق الذي يقوده مدير فني قادر على تسخير كل
قدرات لاعبيه لخدمة الفريق فقط وليس لخدمة أسمائهم أو سعيهم للقب "هداف الدوري
وخلافه.
نقطة أخيرة
مازال هناك قطاع عريض من الجماهير
المصرية يعتقد أن لقب الدوري الممتاز لا يذهب إلا لفريق من ثلاثة علي الترتيب
التالي، الأهلي أولاً وإن لم يستطع فالزمالك وإن لم يستطع فالاسماعيلي... أقول لهم
لقد ولى هذا الزمن وانتهى لأن منذ موسم 2004-2005 انتهي عصر النمطية في الدوري
وأصبح الانتصار حلم مشروع للجميع طالما أنهم يجتهدون للوصول إليه ... ولكم في
بتروجيت مثال واضح على ذلك